تأمــــلات فـــــي آيـــــــات الله --- منتدى شباب ام ولد

بسم الله الرحمن الرحيم
تأملات في آيات
الآية الأولى :
يقول الله تعالى :
وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ - فاطر 13
القطمير : هو الغشاء الرقيق المحيط بنواة التمرة.
فأين عقل من يدعو غير الله سبحانه فيما لا يقدر عليه إلا الله وحده .
فهذا القطمير لا يقدرون عليه فكيف بغيره ؟!
فأين عقل من يقول " مدد يا بدوي " أو يقول " شيء لله يا مرسي " أو يقول " ما لي
من ألوذ به غيرك في الشدائد يا فلان " واللواذ والإستعاذة ما تطلب ولا ترجى إلا من الله وحده .
أو قولهم " يا رسول الله اشفع لي عند الله " والشفاعة لا تُطلب من الشافع وإنما تُطلب من الله وحده.
فلا يقال " يا رسول الله أشفع لي عند الله " ولكن الصواب أن يقال " يا الله أو اللهم شفّع فيّ نبيك صلى الله عليه وسلم"
قال تعالى ( قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ) وقال عز جاره ( وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ) .
فالدعاء عمومًا كقولهم ( يا فلان أفعل لي كذا ) هو نداء مقرون بطلب شيء, وإعطاء
هذا الشيء إنما هو من خصائص الإله المعبود بحق فقط وهو رب العالمين ومالك يوم الدين
يقول تعالى
( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ
وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ).
فالنداء المقرون بطلب ما لا يقدر عليه إلا الله, هو دعاء عبادة, ولا معبود بحق إلا
الله, فمن وجه هذا النداء لغير الله تعالى فقد جعل مع الله الواحد الأحد إله أخر شاء أم أبى
وربنا يقول ( الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُون )
ماذا سيعلمون قال عز شأنه
( وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا ) .
فأشهد أن لا اله إلا الله الأحد الصمد وحده لا شريك له وأشهد ان محمدًا عبد الله ورسوله صلى عليه الله وعلى آله.
الآية الثانية :
قوله تعالى
قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا - النساء 77
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الفتيل : هو الخيط الرفيع الموجود بين فلقتي النواة .
فأين عقل طويل الأمل وقليل العمل وربنا جل وعز يبين له حقارة متعة الدنيا
وقلتها أمام النعيم المقيم في الاخرة والتي هي دار المستقر
( يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ).
فقوله عز وجل ( وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلا ) يتضمن كمال عدله جل وعز من جهة
ويتضمن جلالة قدرته من جهة أخرى فهو القادر على إحصاء مقدار الفتيل من الخير والشر من أعمال العباد
وفيه تنبيه لهم إلى ترك احتقار الصغائر من خير أو شر .
الآية الثالثة :
قوله تعالى
وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ْ- النساء 124
النقير : هي نقرة على ظهر النواة منها تنبت النخلة بكاملها
فالمتامل لهذه الآيات يجد أن ربنا جل في علاه ينبه على مقدار الفتيل والنقير
وأنه لا يضيع عند الله جل شأنه, وفي الأية الأخيرة إشارة إلى أن المنازل
العالية والدرجات الرفيعة في الجنة لا يوصل إليها إلا بالإهتمام بالأعمال
الصغيرة والمداومة عليها فينتج عنها الإرتقاء إلى الأعمال الجليلة الموصلة
للمنازل العالية الرفيعة, كحال النخلة تمامًا فأصلها في علوها وارتفاعها يبدأ من نقطة النقير
فالنقير في النواة مثل الجنين في بطن أمه, فمتى وجد الاعتناء والغذاء وجدت النخلة
بجريدها وسعفها وثمرها, وكذلك المنازل العالية والأعمال الإيمانية للمؤمن
لن تكون إلا بالاعتناء بالأعمال الصغيرة والتي لا يلتفت إليها الكثير بزعم
أنها مجرد مستحبات لا يؤثم تاركها, ويغفل هذا الغافل بأنه لن يصل إلى
الدرجات العاليات إلا عن طريق هذه المستحبات بل لن يثبت على الفرائض من يترك النوافل
فالنافلة ستر للفريضة فمن فرط في النافلة لابد من تقصيره في الفريضة
والله المستعان وهو أعلم وأحكم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]