هل يجوز تقبيل الصائم لزوجته في نهار رمضان؟
الجواب :
قول عائشة رضى الله عنها (كَانَ يُقَبِّلُنِي وَهُوَ صَائِمٌ وَأَنَا صَائِمَةٌ)
يدل على جواز تقبيل الصائم لزوجته في رمضان , وقد اختلف العلماء في ذلك
على أكثر من أربعة أقوال ’ أرجحها الجواز , على أن يراعى حال المقبل
بحيث
إنه إذا كان شاباً يخشى على نفسه أن يقع في الجماع الذي يفسد عليه صومه امتنع من ذلك
وإلى هذا أشارت السيدة عائشة رضي الله عنها في الرواية
الآتية عنها (.. وأيكم يملك إربه) , بل قد روي ذلك عنها صريحاً
فقد أخرج
الطحاوي عنها قالت
ربما قبلني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وباشرني وهو صائم
أما أنتم , فلا بأس به للشيخ الكبير الضعيف

ويؤيده قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (دع ما يريبك إلى مالا
يريبك).
ولكن
ينبغي أن يعلم أن ذكر الشيخ ليس على سبيل التحديد , بل المراد التمثيل بما
هو الغالب على الشيوخ من ضعف الشهوة وإلا , فالضابط في ذلك قوة الشهوة
وضعفها
أو ضعف الإرادة وقوتها.

وعلى هذا التفصيل
تحمل الروايات المختلفة عن عائشة رضي الله عنها
فإن بعضها
صريح عنها في الجواز مطلقاً , كحديثها هذا
لا سيما وقد خرج جواباً على
سؤال عمرو بن ميمون لها في بعض الروايات
وقالت : ( لَكُمْ فِي رَسُول
اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) الأحزاب 21
وبعضها يدل على الجواز حتى للشاب
لقولها : ( وأنا صائمة )
فقد توفي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وعمرها 18 سنة.
ومثله
ما حدثت به عائشة بنت طلحة أنها كانت عند عائشة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فدخل عليها زوجها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر
الصديق وهو صائم
فقالت له عائشة : ما منعك أن تدنو من أهلك فتقبلها
وتلاعبها ؟
فقال : أقبلها وأنا صائم ؟ قالت : نعم
أخرجه مالك وعنه
الطحاوي , بسند صحيح.
قال ابن حزم
(عائشة بنت طلحة كانت أجمل نساء أهل زمانها , وكانت أيام عائشة هي وزوجها فتيين في عنفوان الحداثة).

وهذا ومثله محمول على أنها كانت تأمن عليهما , ولهذا قال الحافظ في الفتح بعد
أن ذكر هذا الحديث من طريق النسائي :
[فقال : وأنا صائم ؟ فقبلني]
وهذا
يؤيد ما قدمناه أن النظر في ذلك لمن لا يتاثر بالمباشرة والتقبيل .
لا
للتفرقة بين الشاب والشيخ , لأن عائشة كانت شابة نعم لما كان الشاب مظنة
لهيجان الشهوة , فرق من فرق.
انتهى كلام الالباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم219.

والله أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
الإمام العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله
نقلاً من كتاب : ( كتاب ألف فتوى للشيخ الالباني رحمه الله .. لأبو سند محمد )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما بعد :

سُئل الشيخ العلامة محمد بن عثيمين – رحمه الله – هذا السؤال
:

هل ضم الزوجة وتقبيلها في نهار رمضان بشهوة يبطل الصوم أم أنه بعكس الوضوء
وقد أفتى أحد خطباء المساجد عندنا هنا في الخبر أن الضم والتقبيل بشهوة
في نهار رمضان لا يفسد الصيام إطلاقاً أفيدونا جزاكم الله خيراً ؟
فأجاب :

بالنسبة لأصل المسألة وهو تقبيل المرأة حال الصيام وضمها فإذا لم ينزل
الإنسان
بذلك فصيامه صحيح
لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن عمر
بن أبي سلمة
سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تقبيل الرجل وهو صائم امرأته
فقال النبي صلى الله عليه وسلم سل هذه ، يعني أم سلمة
فأخبرته أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك
فقال يا رسول الله قد غفر الله لك ما
تقدم من ذنبك وما تأخر
فقال إني لأرجو أن أكون أتقاكم لله وأخشاكم له .
فدل
ذلك على جواز تقبيل الرجل امرأته وهو صائم ، وأنه لا بأس به
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم فعله وأرشد إلى الجواب
بكونه أمر عمر بن أبي سلمة أن
يسأل أم سلمة رضى الله عنها
أما إذا أنزل لذلك فإن صومه يفسد عند جماهير
أهل العلم
ولهذا قالوا
إن ظن الإنسان أنه ينزل بالتقبيل حرم التقبيل
لأن الوسائل لها أحكام المقاصد
فإذا ظن الإنسان أنه إذا قبل زوجته ينزل
لكونه قوي الشهوة وسريع الإنزال فإنه يحرم عليه أن يقبل .
والله الموفق

وصلى الله وسلم على نبينا محمد
المصدر : من برنامج نور على الدرب – موقع الشيخ – .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ويمكن القول من خلال ما تقدم :
أما الأصل فهو مباح
ولذلك لما جاء عمر بن الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فقال له :
هلكت يا رسول الله! قال: ما أهلكك؟
قال: هششت إلى أهلي فقبلت.

قال: ما هو إلا كما لو تمضمضت بالماء .

أو كما قال عليه الصلاة السلام
فالمضمضة بالماء إذا لم يدخل إلى الجوف ليس فيها شيء
لكن المهم
يبقى وقوف الإنسان عند هذه الحدود . ......
والله أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد