الهوى و النور... منتدى شباب ام ولد

من كلام الإمام ابن الجوزي رحمه الله :
: الهوى النور
تأملت قوله تعالى : (فمن اتبع هداي فلا يضل و لا يشقى) .
قال المفسرون : هداي رسول الله صلى الله عليه و سلم و كتابي .
فوجدته على الحقيقة أن كل من اتبع القرآن و السنة و عمل بما فيهما ، فقد سلم من الضلال بلا شك ،
و ارتفع في حقه شقاء الآخرة بلا شك ، إذا مات على ذلك .
و كذلك شقاء الدنيا فلا يشقى أصلاً ، و يبين هذا قوله تعالى :
(و من يتق الله يجعل له مخرجاً) .
فإن رأيته في شدة فله من اليقين بالجزاء ما يصير الصاب (الصاب نوع من الشجر مرّ)
عنده عسلا و إلا غلب طيب العيش في كل حال . ،
و الغالب أنه لا ينزل به شدة إلا إذا انحرف عن جادة التقوى .
فأما الملازم لطريق التقوى فلا آفة تطرقه ، و لا بلية تنزل به ، هذا هو الأغلب .
فإن تدرِ من تطرقه مع التقوى ، فذاك في الأغلب لتقدم ذنب يجازي عليه
( بمعنى أن من أصابه بلاء مع أنه تقيّ فذلك بسبب ذنب له أراد الله أن يجازيه به في الدنيا حتى لا يجازيه به في الآخرة )
فإن قدرّنا عدم الذنب . فذاك لإدخال ذهب صبره كير البلاء ، حتى يخرج تبرأ أحمر ،
فهو يرى عذوبة العذاب . لأنه يشاهد المبتلي في البلاء الآلم
( بمعنى أنه إذا أصابه بلاء و لم يكن قد فعل ذنباً فهذا لإمتحان صبره الذي شبهه بالذهب
الذي به شوائب يوضع في النار لكي يخرخ ذهباً نقياً ،
فهو بذلك يسعد بالبلاء لأنه يرى الله في هذا البلاء و يعلم مكانته عند الله ) .
قال الشبلي : أحبك الناس لنعمائك ، و أنا أحبك لبلائك.