هو جسر ينصب على متنجهنم يفصل بين الناس والجنة تلتهب من تحته نار جهنم، تستعر و تلظى حيث يأمر الله سبحانه في ذلك اليوم أن تتبع كل أمة ما كانت تعبده، فمنهم من يتبع الشمس، ومنهم من يتبع القمر، ثم يذهب بهم جميعاً إلى النار.
_____________________________________
وتبقى هذه الأمة ، أمة سيدنا محمد ، وفيها الصالحون والعصاة والمنافقون، فيُنْصَبُ لهم صراط على ظهر جهنم،على حافتيه خطاطيف وكلاليب، فيأمرهم سبحانه أن يمروا على ظهره، فيشتدُّ الموقف،وتعظم البلوى.
_____________________________________
فاذا مررت عليه ووصلت لنهايته فقد نجوت حيث تجد باب الجنة أمامك ورسول الله صلىالله عليه وسلم واقفا يستقبل أهل الجنة .
_____________________________________
وقد يسقط بعض الناس عن الصراط لبعض ذنوبه فتتلقفه نار جهنم ، ويعذب على قدر معصيته .
_____________________________________
وصف الصراط
- أدق (أرفع) من الشعرة.
- أحد من السيف.
- دحضٌ مزلةٌ : أي موضع تزل فيه الأقدام ولا تستقر.
- شديد الظلمة تحته جهنم سوداء مظلمة .
- يحمل كل واحدمنا ذنوبه كلها على ظهره، فتجعل المرور بطيئا لأصحابها إذا كانت كثيرةوالعياذ
بالله أو سريعا كالبرق إذا كانت خفيفة .
- على حافتيه شوك مدبب صلب من حديد وكلاليب ( خطاطيف ) تجرح القدم و تخدشها
لتكفير الذنوب : مثل الكلمةالحرام والنظرة الحرام...ألخ.
- سماع أصوات الصريخ والعويل العالية لكل منتزل قدمه ويسقط في قاع جهنم.
_______________________________________
معنى قوله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا
فسرالنبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية وذكر أن المراد بالورود هو المرور على الصراط فكل مسلم لابد أن يمر على الصراط، بينما الكافر يساق إلى النار، ويرمى فيها، نسأل الله العافية
أما المؤمن الصالح فإنه ينجو ولا يسقط فيها، ولهذا قال سبحانه وتعالى :وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً
_________________________________________
قال رسول الله في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه في صحيح البخاري:
فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم ، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ،ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل وكلام الرسل يومئذ : اللهم سلم سلم .
______________________________________
أقسام المارين على الصراط :
______________________________________
يتفاوت المارون على الصراط تفاوتا عظيما، كل حسب عمله.
فمنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم كالطير،ومنهم يشد كشد الرجال.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلمفي الحديث الصحيح
الذي رواه مسلم أنه قال:
فيمر أولكم كالبرق ، قال قلت : بأبي أنت وأمي ، أي شيء كمر البرق ؟
قال : ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع فيطرفة عين ؟ ثم كمر الريح . ثم كمر الطير
وشد الرجال . تجري بهم أعمالهم . ونبيكم قائم على الصراط يقول : رب سلم سلم .
حتى تعجز أعمال العباد . حتى يجيءالرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا .
قال وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة . مأمورة بأخذ من أمرت به .
فمخدوش ناج ومكدوس في النار .والذي نفس أبي هريرة بيده ، إنقعر جهنم لسبعون خريفا .
كمر الريح : أي أن بعض الناس يمر من فوق الصراط ويعبره بسرعة الريح.
كلاليب : جمع كَلُّوب وهو حديدة معطوفة الرأس.
المخدوش : من تمزق جلده بفعل الكلاليب.
والمكدوس: من يرمى في النار فيقع فوق سابقه ، مأخوذ من تكدست الدواب في سيرها إذا ركب
بعضها بعضا.
___________________________________________
وفي الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ،عن النبي صلى الله عليه وسلم قالفي ذكر مشاهد يوم القيامة :
ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم .
قلنا : يارسول الله ، وما الجسر ؟
قال : مدحضة مزلة ، عليه خطاطيف وكلاليب ، وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفة ، تكون بنجد يقال لها : السعدان ، المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح ، وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم وناج مخدوش ، ومكدوس في نار جهنم ، حتى يمر آخرهم يسحب سحبا.
مدحضة مزلة : أي موضع تزل فيه الأقدام ولاتستقر
_________________________________________
وأيضا صح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم ،واصفا أحوال الناس يوم القيامة ، أنه قال:
فيعطون نورهم على قدرأعمالهم
وقال : فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه ، ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك ، ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه ، ومنهم من يعطى دون ذلك بيمينه ،حتى يكون آخر من يعطى نوره على إبهام قدمه ، يضئ مرة ويطفأ مرة ، وإذا أضاء قدم قدمه ، وإذا طفئ قام .
قال فيمر ويمرون على الصراط ، والصراط كحد السيف ، دحض ،مزلة .فيقال لهم ، امضوا على قدر نوركم ، فمنهم من يمر كانقضاض الكوكب ، ومنهم من يمر كالريح
ومنهم من يمر كالطرف ، ومنهم من يمر كشد الرجل ، يرمل رملا ، فيمرون على قدر أعمالهم حتى يمر الذي نوره على إبهام قدمه ، تخر يد ، وتعلق يد ، وتخر رجل، وتعلق رجل ، وتصيب جوانبه النار فيخلصون . فإذا خلصوا قالوا : الحمد لله الذي نجانا منك بعد أن أراناك ، لقد أعطانا الله ما لم يعط أحدا.