حق الجار فى الاسلامبعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيقإن الاسلام دين المحبة والوئام دين المعاملة الحسنة والخلق القويم
ولقد حث الاسلام على حسن الجوار سواء أكان هذا الجوار جوار سكن أو جوار سفرفقال رب العزة تبارك وتعالى
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى
وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (36) ) سورة النساءوقال عزمن قائل
(إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58) ) سورة الأحزاب
فاذا كان الواجب على المسلم ألا يؤذى أحدا من الناس فانه بالأحرى يجب عليه ألا يؤذى جاره
وانظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال فى الحديث الذى ورد عن ابن عمر وعائشة رضى الله عنهما : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مازال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) متفق عليه
وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( والله لا يؤمن والله لايؤمن قيل من يارسول الله ؟ قال الذى لا يأمن جاره بوائقه ) متفق عليه ومعنى بوائقه : غوائله وشروره
وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جار ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت - متفق عليه
وعن عبد الله بن عمر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره ) رواه الترمذى وقال حديث حسن
ولقد حث الإسلام على يهدى الجار لجاره نوعا من التقارب والتحاب فعن عائشة رضى الله عنها قالت : قلت يا رسول الله إن لى جارين فإلى أيهما أهدى ؟
قال إلى
( أقربهما منك بابا ) رواه البخاري
بل لقد أوصى النبى بأكثر من ذلك فعن أبى ذر رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك ) رواه مسلم
وكان بن عمر رضي الله عنهما له جار يهودى فكان إذا ذبح الشاة يقول احملوا إلى جارنا اليهودى منها
ومن القصص الرائع عن السلف الصالح أن عبد الله بن سهل التستري رحمه الله كان له جار مجوسي
وكان قد انبثق من كنيفه (حمامه ) إلى بيت فى دار سهل بثق فكان سهل يضع جفنة تحت ذلك البثق
فيجتمع ما يسقط فيه من كنيف المجوسي ويطرحه بالليل حيث لا يراه الناس فمكث على ذلك رحمه الله زمنا طويلا
إلى أن حضرته الوفاة فاستدعى جاره المجوسي وقال له ادخل ذلك البيت وأنظر مافيه فدخل
فوجد ذلك البثق والقذر يسقط منه في الحفنة فقال ماهذا الذي أرى فقال سهل إن ذلك منذ زمن طويل .
ولولا أنه حضرني أجلى وأنا أخاف ألا تتسع أخلاق غيري لذلك وإلا لم أخبرك فافعل ماترى فقال المجوسي : أيها الشيخ أنت تعاملني هكذا منذ زمن طويل وأنا مقيم على كفري ؟
مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. ثم مات سهل رضي الله عنه أخى هذا هو الاسلام وهذه هى تعاليمه الراقية .
لايوجد فى أى دين آخر مثل ما عندنا .لا تنسونى بصالح الدعاء
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]