التداوي بالمحرمات.

النهي عن التداوي بالمحرمات

لم يحرم الله تعالى شيئاً على هذه الأمة إلا وفيه خبث مادي ومعنوي ، خفياً كان أم واضحاً جلياً ، اشتمل في منافعه على فوائد علاجية أم لم يشتمل . فالمحرم الذي يملك خاصة دوائية إنما يملكها إلى جانب آثار ضارة على صحة الإنسان الجسمية أو النفسية . ومن البديهي أن يحيد الطبيب والمريض عن الأدوية ذات الآثار الجانبية غير المرغوبة مع تيسر العلاج الأمثل الخالي من الآثار الضارة . ولهذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التداوي بالمحرمات فقال : (( إن الله خلق الداء والدواء ، فتداووا ، ولاتتداووا بحرام )). وقال عليه الصلاة والسلام : (( إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها )) . ومن معاني جعل : حكم ، أي شرع كما بين ذلك الإمام محمد فخر الدين الرازي في تفسيره الكبير عند تفسير قوله تعالى : ( ماجعل الله من بحيرة ولاسائبة ولاوصيلة ولاحام ) فمعنى لم يجعل شفاء أمتي : لم يشرع استشفاء أمتي فيما حرم عليها .

وعلى تحريم التداوي بالمحرمات في غير حالات الاضرار أجمع الأئمة المجتهدون والعلماء المحققون .

التداوي بالمحرمات غير المسكرة عند الضرورة

الضرورة هي الحالة المحدقة بالإنسان في ظرف سيء والتي تحمله على ارتكاب المحرم الممنوع شرعاً للمحافظة على نفسه من الهلاك أو ماله من الضياع ، أو لدفع أذى لايتحمله إما يقيناً أو ظناً .
والأصل في استعمال المحرمات في حال الاضطرار قول الله عز وجل : ( ومالكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ماحرم عليكم إلا مااضطررتم إليه ) فعمم الله استثناء حالة ‏الضرورة من التحريم وأطلقها من غير قيد ولا شرط ولا صفة فاقتضى وجود الإباحة بوجود الضرورة في كل حال وجدت الضرورة فيها ، سواء كان الاضطرار لضرورة التفذي أم لضرورة التداوي أم لغير ذلك .

‏فإذا خاف المريض على نفسه الهلاك أوتعطيل عضو من أعضائه ، أوخاف الطبيب عليه من حدوث ذلك ، أو بلغ الألم بالمريض مبلغاً شديداً لايحتمل ، أو تأذى من مرضه أو خاف سرايته إلى غيره ، ولم يجد دواء مباحاً يفيد في علته جازله أن يستعمل ‏الدواء المحرم إذا غلب على ظنه أوظن طبيبه أنه مفيد .

‏لقد أجاز الله تعالى للمحرم بالحج أن يحلق رأسه إذا اضطر إلى ذلك لإصابته بقمل الرأس مثلاً ، مع أن الحلق من محرمات الإحرام ، قال تعالى : ( ... أو به أذى من رأسه ففدية ... ) ‏ولقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن عجرة وهو محرم زمن الحديبية أن يحلق بسبب القمل وأن يصوم ثلاثة أيام أو يطعم ستة أو ينسك نسيكة )). البخاري _ كتاب الطب .
‏وللضرورة رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام رضي الله عنهما في لبس الحرير لحكة كانت بهما رواه البخارى ومسلم .
وللضرورة أيضاً رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في استعمال ‏الذهب في التداوي ولو لستر نقص وازالة تشويه ، حتى لاتتأزم نفسية حامل التشويه فعن عرفجة بن اسعد قال :‏أصيب أنفي يوم الكلاب في الجاهلية فاتخذت آنفاً من ورق فأنتن علي ، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتخذ آنفاً من ذهب رواه التر مذي وقال : حسن ، فإذا جاز اتخاذ آنف من ذهب لإزالة التشويه من الوجه فمن باب أولى جوازه في تطبيب الأسنان المصابة . وفي مجمع الزوائد روايات تدل على أن عثمان بن عفان وأنس بن مالك رضي الله عنهما طببا أسنانهما بالذهب .
واستدلوا أيضاً بوصف الرسول عليه الصلاة والسلام لرهط قدموا عليه من عرينة وعكل بالتداوي بألبان الإبل وأبوالها .

تحريم التداوي بتجرع المسكرات مطلقاً

المعتمد هو حرمة التداوي بالخمر ، أي تجرعه وشربه للتداوي ، أما تطبيقه على ظاهر الجسم بقصد المداواة عند الضرورة كالتضميد بالترياق فجائز.
وقيدوا حرمة التداوي بالخمر إذا كانت صرفة غير ممزوجة بشي ء آخر تستهلك فيه ، فإذا استهلكت فيه جاز التداوي بذلك لتعجيل شفاء بشرط إخبار طبيب مسلم عدل ، أو معرفته للتداوي وبشرط ان يكون القدر المستعمل قليلاً لا يسكر.
إن المسكرات وإن كانت نجسة والنجاسة من أسباب التحريم ، إلا أنهم اعتبروا بعض النجاسات من المعفو عنها كالزيوت العطرية و الأدوية إذا كانت الادوية مهيأة بالغول أو الخمر بقصد صناعي صيدلاني ، لا بقصد التداوي بذات ‏الخمر أو النشوة بها و يجب أن تكون قد فقدت طعم المسكر و خاصيّة الإسكار.

أمثلة عملية عن الاضطرار إلى التداوي بالمحرمات

تسلم الأيادي على النقل المفيد والمميز ....تقبل تحياتي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مشكور على الموضوع القيم والمعلومات المهمة
بارك الله فيك وجعلها في ميزان حسناتك
تحياتي لك

فراس كتب:

شكرا لك اخي الكريم
على هذا الموضوع الرائع والمميز
جزاك الله خير
وتقبل مروري

أشكر مرورك الجميل ، وفقك الله
تحيّاتي لك.
.

فهد الرفاعي كتب:

جزاك الله خير
وبارك الله فيك
تقبل تحياتي وتقديري

و بك الله بارك و شكراً لمرورك
تحيّاتي لك.
.

Admin كتب:

جزاك الله الخير يا غالي على ما تقدمه
من مواضيع قيمة وذات عبر رائعة
بارك الله فيك وجعلها الله في ميزان حسناتك
بحمى الرحمن
تحياااتي لك

شكراً لمرورك الجميل و ردك اللطيف
وفقك الله و بارك فيك.
.

العراقي كتب:

تسلم الأيادي على النقل المفيد والمميز ....تقبل تحياتي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكراً لمرورك أخي العراقي و سلمت يداك أيضاً
تحيّاتي لك.
.

احمد عماد الغرية الشرقية كتب:

جزاك الله خير
وبارك الله فيك
تقبل مروري

شكراً لمرورك ، بارك الرحمن فيك.
.

دموع الورد كتب:

مشكور على الموضوع القيم والمعلومات المهمة
بارك الله فيك وجعلها في ميزان حسناتك
تحياتي لك

شكراً لمرورك االكريم أخ رياض
وفقك الله و بارك فيك.
.