من تركيا من بلد تنفس عبير الحرية والديمقراطية وحمى إرادة الشعب ولم يصادر كلمته
ولم ينقلب عليها حين افرزت حزب العدالة والتنمية والذي ارتقى بتركيا لمصاف عليا
وحقق لها ما كانت تصبو إليه من تقدم وازدهار وأعاد لتركيا وجهها المشرق وانهى ديونها
في حفل إفطار أعده حزب العدالة والتنمية تناول رئيس الوزراء التركي المشهد المصري
من عدة جوانب تظهر الحقائق جلية
والتي لازال الغرب مذبذب ولم يحسم أمره في توصيف ما وقع في مصرعلى أنه انقلاب ..
الرأي الرسمي الغربي لازال ضبابي وإن كان يريد للمشهد أن ينتهي
فكلما طال كلما انكشف زيف الغرب أمام شعبه
غرب يتغنى بالديمقراطية وحين تغتال أمام ناظريه يتلعثم لسانه ويرتبك ولا يعبر بصراحة
عن موقفه من الانقلاب العسكري
وإذا كان الاعلام الغربي الرسمي لم يحسم أمره ويتردد في توصيف المشهد على أنه انقلاب
فهناك صوت تنامى في الشارع الغربي وقد سبق زعاماته وتجاوزهم
وعبر عن مواقفه وكشف زيف الانقلابين
معروف أن الغرب يتذرع كون توصيفه لما حدث في مصر على أنه انقلاب ستتلوه اجراءات
إلا إذا كانت الاجراءات لا تصب في صالح الغرب نفسه وليس في صالح مصر
لذلك تجده يتردد رغم أن هناك أصوات عبرت بوضوح عن مواقفها وبصراحة
وأن ما حدث هو انقلاب عسكري ..
استغرب أردوغان كيف للغرب أن يغض الطرف عن ما يحصل في مصر ..
طبعا كانت جموع المعارضة ما هي إلا مطية أو اطفاء الشرعية على انقلاب فاضح
كان ممكن تمرير هذا الهراء في زمن ولى لكن اليوم هناك قنوات عدة تتناول المشهد
وتقول كلمتها الصريحة التي تصف ما حدث على أنه انقلاب
المعارضة فقط كانت لتمرير انقلاب هذا بات جليا
تناسى الغرب أن شعوبهم تراقب المشهد عن كثب
ولا يأمن الغرب إن كفرت يوما شعوبهم بالديمقراطية إن مُرر الانقلاب في صمت غربي
لذلك نرى تحركات هنا وهناك لايجاد حل وسط
إن شاء الله لن يُمرر مهما جندوا له كل أدواتهم الغير الاخلاقية
لتمريره أمام اصرار الشعب على رفضه للانقلاب وتنامي وعيه ..
رفض أردوغان التواصل مع البرادعي لأنه ليس ممثل شرعيا لمصر..
طبعا التواصل مع من صفق للانقلاب وشارك فيه ، تزكية للانقلاب
ونتساءل كيف ينقلبون على الشرعية وبعدها يبحثون لهم عن قنوات تغطي على انقلابهم ليتم تمريره !
حتى يفرضونه على الشعب
فمن تواصل مع زمرة الانقلابيين فقد شارك فيه وزكاه وصادر صوت الشعب ،
أوضح أردوغان
مواقفه بأنها ليس لشخص بعينه لكن نابعة من احترامه للشعب المصري الذي قام بانتخاب محمد مرسي في انتخابات شفافة ونزيهة ..
وقال : كيف سأتحاور معكم ؟!!
وقد تم انتخابكم من قبل حكومة وصلت للسلطة عبر انقلاب..
وتابع أردوغان كلمته ، مهما أردوا أن يمرروا انقلابهم ويضفوا عليه الشرعية ، فها هي حشود المؤيدين قد افسدت لهم حساباتهم .
وإن شاء الله ستُفشل انقلابهم ، وذكر كيف أن نفس السيناريو كانوا يريدون أن يمرروه في تركيا ، مستغلين أحداث تقسيم لكن فشلوا ..
طبعا لأن غالية الشعب هناك واعي ويعلم أن صناديق الاقتراع هي الفيصل وليست الحشود وفوت على البعض مبتغاه
ومن أزاح رئيس منتخب شرعي واحتجزه في مكان مجهول وتعرض للمظاهرات السلمية المؤيدة
ومن وضع حواجز دون بلوغها الميادين ومن اعتقل قيادات منتخبة وصادر صوت الشعب
ومن يغتال الشرعية حين يغتال من يدافع عنها فهذا ماذا نسميه ؟! هو انقلاب لا محالة ..
وما استغرب له أردوغان أكثر هو كيف بمن قام بالانقلاب يحلف يمين أمام رئيس مؤقت هو من عينه !!
حماة الانقلاب فاتهم أن الزمن تغير وأن ما يمكن تمريره وتغليفه واستحقار واستغفال فطنة الشعب قد ولى
والشعب اليوم له من وعي متنامي ، ما يجعله يعي ما يحاك له من زمرة انقلابية ..