ان المعجزة في الصوم ان يفرضه الله على الوجه الذي فرض لنرى فيه من الفوائد الصحية واقعاً شيئاً عجباً. فقد اظهرت الدراسات ان الاداء البدني للصائم من طلوع الفجر
الى الغروب افضل من أداء غير الصائم لماذا؟. انه بالصوم تتحسن درجة تحمل البدن للمجهودات العضلية ويتحسن اداء القلب والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي وغيرها
من الاجهزة. وذلك بشرط ان تكون مدة الصيام من 11-14 ساعة كما هو معدل صيام المسلم اما اذا زادت عن 14 ساعة، فان الاداء البدني يبدأ بالتأثر والشعور
بالاعياء، وهذا ....
قليل ولا بأس ان يشعر المسلم ان طال يوم الصوم في آخره بشيء من التعب.
لماذا يتحسن اداء الاجهزة والمجهود البدني؟.
ان التحسن يظهر لاختلاف مصدر الطاقة في الجسم بين الصائم والمفطر.
فمن المعروف ان الصوم يسبب انصهار الدهون في الجسم مما يؤدي الى زيادة في الاحماض الدهنية الحرة في الدم فتصبح هذه الاحماض هي مصدر الطاقة الرئيسي
للجسم بدلاً من الجلوكوز للمفطر، وهذا يساعد على تقليل استهلاك مادة الجليوكوجين في كل من العضلات والكبد اثناء بذل الجهد من قبل الصائم ويساعد كذلك في ضبط
مستوى سكر الجلوكوز في الدم، ومادة الجليوكوجين تعد غذاءً رئيسياً للعضلات وتستخدم كمكون احتياطي رئيسي للطاقة في الكبد وهي مخزون النشأ في العضلات والكبد
تتحول الى سكر عند الحاجة) ولأن الجلوكوز هو المصدر الرئيسي للطاقة لدى المفطر كان المفطر يشعر بأعياء اكبر مما يشعر به الصائم اذا قام بنفس الجهد تحت نفس ا
الظروف، وبسبب الشعور بالراحة النفسية نتيجة الحالة الايمانية للصائم، فان ذلك يؤدي الى زيادة واضحة في داخل الجسم لعدد من
الهرمونات النافعة من مثل مجموعة الاندروفين التي يعزي اليها ايضاً تحسن الأداء البدني وقلة الشعور بالاعياء او الاجهاد.
وفي التوقف عن الطعام الترتيب المعتاد لتناول وجبات الافطار لفترة محددة يؤدي الى راحة اجهزة الجسم وايضاً يكون ذلك سبباً في التخلص مما تراكم في الجسم
على مدار السنة من دهون وشحوم وفضلات وسموم وفيروسات وطفيليات.
ويبدأ الجسم بحرق الدهون الداخلية لدى الجسم لتكون مصدراً للطاقة، وكما قلنا فان هذه فيها منفعة التخلص من الدهون الزائدة وانها عندما تكون هي مصدر الطاقة يكون
الشعور بالاعياء اخف اثناء بذل الجهد.
وللعلم، فان السنة حضت على استمرار العلاقة مع الصوم في كل اسبوع يومين (اثنين وخميس) وفي كل شهر ثلاثة ايام (13، 14، 15) لتستمر دورات التطهير
والراحة للأجهزة، والجسم والنفس .. كما يقول الدكتور زغلول النجار.
فما اعظم حكمة الله في فرض الصوم وما اعظم دلالة هذا على نبوة محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي بلغنا هذا قبل خمسة عشر قرناً ولم يكن العلم البشري يعلم شيئاً
من ذلك.
اذن، فان العلماء متفقون ان من فوائد الصوم الصحية ان المعدة والجهاز الهضمي تأخذ اجازة في رمضان وسيريح جهاز الدوران والقلب والكليتان والتصفية.
هذه الاجهزة الخطيرة التي اذا اصابها العطب انقلبت حياة الانسان الى جحيم، فاذا توقفت الكليتان توقفاً مفاجئاً فانه شيء لا يحتمل، واذا اصيب القلب بالضعف وضاقت
الشرايين وتصلبت واحتش القلب ماذا يحدث؟.
هناك امراض تصيب المعدة والامعاء والكبد وجهاز البول والجهاز الهضمي وجهاز طرح الفضلات فكل هذه الاجهزة يكون الصوم وقاية لها.
ان عمل القلب وسلامته منوط بحجم الطعام في المعدة ونوعيته والصوم يساعد على انتظام الطعام وتقليله واختيار الافضل كالتمر مثلاً.. فيصح الصوم حال من اعوج في
الطعام والشراب او تجاوز، يصلح اخطاء سنة كاملة في هذا الصدد.