جحا النووي ...

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


جحا النووي

تروي قصص التراث أن جحا، وهو إحدى أبرزالشخصيات الهزلية في تاريخنا القديم، شوهد ذات يوم

بينما كان يبحث ويفتش بحماس بالغ في شوارع المدينة وأزقتها وعندما سأله أهل المدينة عما يبحث عنه

أجابهم بثقة إنه يفتش عن محفظته التي ضاعت في المخزن!! وعندما استفسروا منه لماذا يبحث عنها إذاً

في الشارع لا في المخزن حيث ُفقدت ؟ كان جوابه لأن المخزن مظلم في حين أن الشارع ُمضاء!


ويبدو أن سياسة الوكالة الدولية للطاقة


الذرية هذه الأيام لا تختلف كثيراً عن سلوك جحا في الماضي البعيد باعتبار


أنها اعتادت أن تتجاهل ملفات نووية واضحة وثابتة ولاتحتاج لأي جهد في سبيل


ضبطها وإثباتها في الوقت الذي تجهد فيه نفسها وتوترالعالم بأسره من حولها


عندما تتعمد البحث عن ضالتها النووية المزعومة حيث لاُتوجد ولا أمل في


العثور عليها. ‏

ويظهر السلوك الُمريب للوكالة الدولية واضحاً من خلال تعاطيها مع الملف النووي


العسكري الإسرائيلي الُمثبت منذ عقود من جهة ومع ماُتريد أن تخلقه من ملف


نووي سوري مزعوم من جهة أخرى. ‏

لعله من المفيد هنا أن نذكّر ببعض هذه الحقائق.. فبعد العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مبنى قيد الإنشاء

في منطقة الكبر شرق سورية بذريعة أنه يتضمن مفاعلاًنووياً قيد الإنشاء أكدت الوكالة أن المبنى

المستهدف لم يكن قيد العمل ولم تكن أي مواد نووية قد وصلت إليه» وهو ما أوضحه المدير العام للوكالة

الدولية ذاته ففي وثيقة صادرة عن تلك الوكالة في تاريخ 19 تشرين الثاني منالعام 2008، وأشير إليها

على أنها تخضع لمبدأ التوزيع المقيّد وللاستخدام الرسمي فقط، أشارالمدير العام للوكالة في 2 حزيران


من العام 2008 لمجلس المحافظين إلى أنه في نيسان من ذلك العام «حصلت الوكالة على معلومات

تزعم أن المنشأة التي قامت إسرائيل بتدميرها في الجمهورية العربية السورية في أيلول الماضي كانت

مفاعلاً نووياً، وطبقا لهذه المعلومات لم يكن المفاعل قيد العمل ولمتكن أي مواد نووية قد وصلت إليه.


وهكذا يبدو أن الوكالة الدولية للطاقة


الذرية ماضية في مجاراة جحا في بحثه اليائس عن هدفه الضائع الذي لم يصل


إليه أبداً مع اختلاف بسيط في جوهره، أن جحا لم ُيتعب إلا نفسه فلم يخسر


أحد غيره، في حين أن سلوك الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتسبب بإفلات وحش


نووي إسرائيلي من الضبط والرقابة بكل مايعنيه ذلك من تهديد للسلم والأمن


الدوليين من جهة، ومن جهة أخرى سيؤدي إلى خلق مشكلات ومتاعب إضافية للدول


التي يستهدفها بدون وجه حق، واستناداً إلى حفنة هزيلة من الشبهات الضعيفة


والشائعات المغرضة والتقارير الاستخباراتية الركيكة وصورالأقمار الصناعية


التي ثبتت، من قبل، فبركتها في مناسبات عديدة ولم يكن ماحصل في العراق منذ


سنوات هو مثالها الأوحد وإن كان الأقسى والأكثر ضرراًوفداحةً. ‏


وهو



ما لا ينبغي مبكراً أن نسمح بتكراره من جديد، علماً أن هذا ليس مسؤولية


سورية وحدها لأن أخطاء وفبركات وأكاذيب بعض خبراء الوكالة من قبل قادت إلى


حروب طالت بآثارها الجميع بلا استثناء.. وهو ما نأمل أن يفهمه ويدركه


ويتلافاه الجميع الآن. ‏
بتصرف


ولكم تحياتي


ودمتم