عاشقة سلينا عضو جديد
عدد المساهمات : 6 التقييم : 3 تاريخ التسجيل : 26/05/2011
| موضوع: ليلة الإحتفال بعيد الأمهات الخميس مايو 26, 2011 8:38 am | |
| أحكمت إغلاق الحنفية بعد أن أكملت ترتيب المنزل و تيقنت من تناول أشقائها طعام العشاء ثم اتجهت صوب غرفتها و ألقت بجسدها المنهك فوق سريرها المتهرئ ثم أغمضت جفنيها المتعبين و غاصت في بحر أفكارهاَ " ماذا سأقدم لها يا ترى ؟ أأهديها منديلا مثلما فعلت أختي تغريد؟ لا............لا.......... سيكون ذلك تقليدا ..... أنا البنت الكبرى يجب أن هديتي مختلفة عن إخوتي .... فأخي علي سيقدم لها حلوى... أما أخي سالم فسيقدم لها صورة من تصميمه.هدايا بسيطة و لكنها معبرة عما هو مكنون في القلوب فصورة سالم ستكون أجمل من صورة لموناليزا و حلوى علي ستكون ألذ حلوى تناولتها أمي منذ ولادتها أما منديل تغريد فلن يفارق جيب سترتها.أماه.........أماه ماذا سأهديك يا أعز ما أملك؟ ما الذي سيرضي ملكة الجنة؟ يا من حملتني كرها ووضعتني كرها ، كيف سأعوض عنك آلام المخاض التي عانيتها لأجل منحي نور الحياة ؟ أيكفيك عمري؟ لو كان كاف فلن أضن به عليك ، أماه يا أحن الناس على قلبي يا من أرضعتني حولين من رحيق جسدك ، حرمت نفسك غطاء يحميك قسوة ليال الشتاء الباردة و دثرت جسدي الضئيل، أنت وهبت لي السعادة و راحة البال.فكيف..........فكيف أسدد هذا الدين العظيم........كيف أكافئ ملاكا افترش جسده فوق الأشواك ليحمي جسدي من الجروح الدامية؟ ضحكت لفرحي وبكيت لبكائي و في أيام مرضي سهرت عيناك كالدرع الواقي و خففت دموعك المنهمرة حرارة جبيني الملتهب.......أماه لو طلبت بؤرة عيني لما ترددت في منحك إياها......... و لو عرفت طريق كنوز الدنيا المكنونة منها و الظاهرة لجبت العالم بحثا عنها لأهديك عيش الملوك....و يوم واحد لا يكفي للاحتفال بك .........فيا ليت السنة بأكملها احتفال بعيد الأمهات فتحت سنان عينيها و انتفضت واقفة من فوق سريرها و خاطت الغرفة جيئة و ذهابا فاشتدت بها الحيرة و لم تبلغ قمة مبتغاها فكلما تذكرت المعاناة والدتها التي قاستها و تقاسيها من أجل راحة أبنائها عظم مقام والدتها و اعتبرتها قدوة يستوجب الإقتداء بها فتعود أدراجها إلى دوامة التفكير و تنغمس في بحر أفكارها. قديما كانت تكتفي بإهداء أمها وردة حمراء من بستان جارتها بنان و لكن عند بلوغها سن الرشد انفتحت ستائر الغموض التي اختفت عنها مدة طويلة خاصة بعد وفاة والدها إثر مرض مزمن. و منذ ذلك الحين مثلت والدتهم دوري الأب و الأم فكانت تستيقظ يوميا ساعة السحر فتعد الطعام ثم ترتدي عباءتها ثم تخرج كالطير الجارح الذي يطير من وكره ليقتات غذاء أبنائه و في نفس الوقت يحميهم من هجوم الطامعين في لحم فراخه ، فوالدتها طير كاسر نهشت و سملت عيون القنًَاصة المهددين سلامة أجساد أبنائها و جمال بيتها . وتخرج يوميا مالئة جيوبها بالحجارة و لو كانت أسماء بنت أبي بكر قد نعتت بذات الناطقين لحملها الطعام لتسد به رمق المجاهدين في الإسلام فإن والدة سنان قد جعلت في عباءتها نطاقين لتسد به أفواه الطامعين في سرقة أرضها و أرض أبنائها. هذه هي والدة سنان إمرة لم يطرق الاستسلام بابها ولم يعرف اليأس طريق قلبها، امرأة حديدية صمدت في وجه العدو ، أملها الوحيد توفير بلد آمن لأبنائها ، حلمت بدفع عصابة الجهل عن عيون أطفالها و رسم طريق العلم النير،فقد كان أملها الوحيد أن تحضن شهادات تخرج أبنائها.و لكن أين سيدرسون و مدارسهم سراب؟ و في أي بستان ستنفتح براعم العلم و المساجد مهشمة؟ هذه هي حياة والدة سنان التي أهدت حياتها لأجل وهب أبنائها و أحفادها وطنا مستقلا يسوده أبناء شعبه. طالت مدة التخمين وقل عدد الحيل فاستغرقت في التفكير إلى أن غلبها النعاس فنامت و غاصت في الأحلام. في صباح اليوم التالي استقضت من نومها إثر وجية عالية تسبب بإحداثها ثلة من الجيران فخرجت مستطلعة سر هذا التجمع المبكر فتساءلت قائلة - هل من خطب ما؟ فلما سمع الجيران صوتها وجهوا أبصارهم نحوها بعيون تخفي وراءها سرا أثار استغرابها فكررت السؤال و لكنهم أعدموا الإجابة فساد الجو صمت رهيب ضاعف من توتر الفتاة و لكن جارتها زينب حطمت قيد هذا الصمت و وجهت نظرها نحو سنان وقالت بصوت يخفي سرا وراء شجاعتها المفاجئة - لا الاه إلا الله وحده لا شريك له الملك و له الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير... قصدت المارستان اليوم عند السحر بحثا عن ابني،في بادئ الأمر ظننت بأن مكروها حصل له ففتشت عنه وسط الثلاجات حيث وضعت الجثث و بمقدرة من الله عز وجل كتب لابني الوحيد عمرا جديدا فوجدته من ضمن المصابين في إحدى غرف المستشفى ولكن حينما كنت أنقب عن ابني لمحت جثة والدتك بين المستشهدين فسبحان الحي الذي لا يموت و قد خلق الخلق و قضى عليهم بالموت وهو أول بلا ابتداء و آخر بلا انتهاء فاللهم صبر هذه المسكينة و........... نزلت هذه الكلمات كالصاعقة فأحست و كأن الحياة قد توقفت عنا المضي إلى الأمام فثقل لسانها و تجمدت أفكارها فلم تجد الكلمات و لا حتى الحركات المناسبة التي تعبر عما تحس به داخلها فتسمرت كالصنم في مكانها بدون أن تنبس ببنت شفة إلى أن تصاعد الدم إلى وجهها حنقا لهول المصيبة فاشتد احمراره و ارتعشت شفتاها بحثا عن الألفاظ المناسبة التي تقر صدق حنقها و غضبها فأحست بأنها بصدد فقدان جزء من ذاكرتها . و فجأة إثر صفعة خفيفة من يد جارتها التي حاولت إنقاذها من خطر الوقوع في مستشفى المجانين، استفاقت من متاهة النسيان فتمتمت مخاطبة نفسها - عرفت ما سأهديك يا أمي، لقد عثرت على هدية ما فكر فيها طفل و لن يفكر فيها ابن أحب والدته حتى و ‘ن أحبها إلى حد الجنون، سأهديك هدية ما خطرت ببال أحد قبلي... سأهديك كفنا يدفئ جثتك الباردة.
|
| |
|
محمدالرفاعي عضو فضي
عدد المساهمات : 307 التقييم : 8 تاريخ التسجيل : 25/05/2011
| |
زمرده عضو ملكي
عدد المساهمات : 6380 التقييم : 555 تاريخ التسجيل : 05/12/2010
| موضوع: رد: ليلة الإحتفال بعيد الأمهات السبت يونيو 04, 2011 11:44 pm | |
| سأهديك هدية ما خطرت ببال أحد قبلي...
سأهديك كفنا يدفئ جثتك الباردة.
غاية من الروعة والجمال
بارك الله فيك اختي الكريمه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
زهرة النرجس زهرة المنتدى
عدد المساهمات : 6975 التقييم : 263 تاريخ التسجيل : 07/09/2010
| موضوع: رد: ليلة الإحتفال بعيد الأمهات الأحد يونيو 05, 2011 2:30 am | |
| | |
|
ابو ضرار الورد عضوخيالي
عدد المساهمات : 1491 التقييم : 32 تاريخ التسجيل : 22/10/2010
| موضوع: رد: ليلة الإحتفال بعيد الأمهات الأحد يونيو 05, 2011 4:47 am | |
| | |
|
باسل الرفاعي شاعر المنتدى
عدد المساهمات : 2453 التقييم : 187 تاريخ التسجيل : 20/09/2010
| موضوع: رد: ليلة الإحتفال بعيد الأمهات الأحد يونيو 05, 2011 6:08 am | |
| قصة رائعة اختي تقبلي مروري | |
|
ياسين عضوخيالي
عدد المساهمات : 1421 التقييم : 104 تاريخ التسجيل : 05/12/2010
| موضوع: رد: ليلة الإحتفال بعيد الأمهات الأحد يونيو 05, 2011 6:47 am | |
| | |
|
فراس عضوهام
عدد المساهمات : 1360 التقييم : 104 تاريخ التسجيل : 08/12/2010
| موضوع: رد: ليلة الإحتفال بعيد الأمهات الأحد يونيو 05, 2011 6:50 am | |
| | |
|